محمد بن أحمد بن سهل، أبو بكر، شمس الأئمة قاض، من كبار الأحناف، مجتهد، من أهل سرخس (في خراسان). أشهر كتبه "المبسوط" في الفقه، أملاه وهو سجين بالجب في أوزجند (بفرغانة) وكان سبب سجنه كلمة نصح بها الخاقان ولما أطلق سكن فرغانة إلى أن توفي (483 هـ).
هذا كتاب شرح فيه مصنفه كتاب: «السير الكبير» للإمام محمد بن الحسن الشيباني، وقد أملاه المصنف في محبسه، وأتمه في آخر المحنة بمرغينان في جمادى الأولى سنة (480 هـ)، وقد جمع فيه المسائل المتعلقة بالجهاد وفضله وأحكامه وما يتعلق بالأسرى والفيء وما يتعلق بأحكام أهل الذمة، وقد أطال النفس في هذه المسائل.
هذا الكتاب يتحدث في أصول الفقه، موردًا الكثير من المسائل الفقهية الموضحة للمسائل والقواعد الأصولية، وهذا الكتاب من أهم الكتب المتقدمة في أصول الفقه؛ نظرًا لسعة علم مؤلفه ومكانته بين أهل العلم. فإذا أطلق الشيخ في أصول الفقه ذهب الظن إلى السرخسي.
هو كتاب في الفقه على المذهب الحنفي استوعب فيه المؤلف جميع أبواب الفقه بأسلوب سهل وعبارة واضحة, وبسط فيه الأحكام والأدلة والمناقشة مع المقارنة مع بقية المذاهب, وخاصة المذهب الشافعي والمذهب المالكي, وقد يذكر مذهب الإمام أحمد والظاهرية. وقد يرجح في المسألة مذهبا غير مذهب الحنفية, ويؤيد رأيه بالأدلة, وقد يجمع بين أدلة الحنفية وغيرهم جمعا حسنا ينفي التعارض بينها, وهذا الكتاب شرح لكتاب الكافي للحاكم المروزي, والمبسوط كتاب قيم ومفيد وهو أوسع الكتب المطبوعة في الفقه الحنفى والفقه المقارن ويعتمد عليه الحنفية في القضاء والفتوى حتى قال عنه العلامة الطرسوسي - فيما نقله عنه ابن عابدين في حاشيته -: " لا يُعمل بما يخالفه, ولا يُركن إلا إليه, ولا يُفتى ولا يُعول إلا عليه" وقد ألفه إملاء من ذاكرته وهو سجين في بئر.